الأحد، 4 ديسمبر 2011

دراسة تحليلة علم النفس في الاسلام


بسم الله الرحمن الرحيم





تمهيد



إن الحمد لله نحمده ونستعين ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :

بعد البحث والتدقيق وجدت هذا الكتاب  الذي باركه لي الدكتور والذي يعتبر جامع لافكار وتعب ومجهود رجل ابدع في هذا  المجال صنع له بصمة وترجم علم بل استعاد امجاد عبر سلسلة من الموالفات بداءها بالإدراك الحسي عند ابن سينا عام 1949م ثم القرآن وعلم النفس عام 1982 م  ثم الحديث النبوي وعلم النفس عام 1989 م   ثم الدراسات النفسانية عند علماء المسلمين  عام  1993 م وبيدي هذا الكتاب الان الذي يعتبر مصدر وطريق للمدرسة الاسلامية في علم النفس وفي هذه الدراسة لي سوف اتناول الكتاب من باب التحليل وليس النقد

هذا والله الموفق





















تعريف بالكتاب

مدخل الي

علم النفس الاسلامي

الطبعة الاولي

1422هـ   ـــــــــ 2001م

دار الشروق

دكتور /محمد عثمان نجاتي

مكتبة المصطفي الالكترونية

ملف pdf







اهمية الدراسة

الوقف على مقام به هذا الكاتب من خدمة التأصيل لعلم النفس الاسلامي







اهداف الدراسة

ـــ تحليل نظري لمحتوي كتاب (مدخل الي علم النفس الاسلامي)

ـــ نقد علمي لمحتوي كتاب (مدخل الي علم النفس الاسلامي)

ـــ ذكر الايجابيات والسلبيات لهذا الكتاب

ـــ بيان مقام به الكاتب من خدمة هذا العلم











نبذة عن المؤلف:

محمد عثمان نجاتي عثمان.

عالم متخصص في علم النفس و شاعر مصري ، ولد في الخرطوم - وتوفي في القاهرة.

عاش في السودان، ومصر والولايات المتحدة، والكويت، والسعودية.

دراسته :

درس بمدرسة الفيوم الابتدائية ، ثم الثانوية ، ثم انتسب لجامعة فؤاد الأول، كلية الآداب ، قسم علم النفس ، وتخرج فيها (1938) ، وواصل دراساته العليا بالكلية ، فحصل على درجة الماجستير (1942) ، ثم أوفدته الجامعة لدراسة علم النفس بجامعة « يل » بالولايات المتحدة ، حيث حصل منها على درجة الماجستير - للمرة الثانية - (1948) ، ثم درجة الدكتوراه (1952) .

عمل أستاذًا بكلية الآداب ، وكان أول أستاذ متخصص في قسمه، وتدرج في مناصبه حتى أصبح وكيلاً للكلية (1965) .

أعير لجامعة الكويت، وتولى عمادة كلية الآداب بها، كأول عميد لها، كما أعير لجامعة الإمام محمد بن سعود آل سعود الإسلامية بالرياض، وعمل أستاذًا تفرغًا لتأصيل العلوم الإسلامية.

أسهم في إنشاء جمعية البحوث الحضارية المقارنة مع عدد من الأساتذة في مصر وسورية ولبنان وأمريكا، كما أسهم في إنشاء جريدة الشرق .

كان عضوًا في الجمعية المصرية لعلم النفس ، وفي رابطة المعالجين النفسيين من غير الأطباء بمصر، وجمعية علم النفس الأمريكية، وجمعية علم النفس التطبيقي ببلجيكا.

له مؤلفات عديدة، منها :

«علم النفس والحياة» -

«الإدراك الحسي عند ابن سينا» -

«الدراسات النفسية عند علماء المسلمين» -

«القرآن وعلم النفس» -

«الحديث الشريف وعلم النفس» -
وهذا  الكتاب
«مدخل إلى علم نفس إسلامي».


حصل على جائزة المؤتمر الإسلامي في الكويت عن كتابه «الإدراك الحسي عند ابن سينا»، وعلى جائزة الملك فيصل العالمية عن دراساته الإسلامية في مجال علم النفس.















اهمية الكتاب:





1/ يمدنا بصورة واضحة عن تصور العلماء المسلمين السابقين عن الانسان وحياته النفسانية

2/ تعريف بعض المفاهيم النفسانية التي يكون  الكتاب مرجع لنا بها

3/ ان تنبعث منه دراسات جديدة في علم النفس ذات توجه اسلامي

4/ يمكن ان يكون مدرسة في علم النفس الاسلامي

5/ يمكن ان يكون منهج اسلامي يدرس في جامعاتنا الاسلامية





مصطلحات الدراسة:



المصطلحات وتعريفها

1/ علم النفس الاسلامي

2/ اسلمة او اسلامية علم النفس (او العلوم الاجتماعية او المعرفة)

3/ التوجيه الاسلامي لعلم النفس ( او العلوم الاجتماعية)

4/التأصيل  الاسلامي لعلم النفس (او العلوم الاجتماعية)

5/ مصطلحات اخرى





الدراسات السابقة

لقد اطلعت على بعض مقام به المؤلف من دراسات سابقة ومؤلفات سابقة لهذه الدراسة في نفس التخصص



حدود الدراسة

في حدود التأصيل الاسلامي

كموضوع

وفي حدود كتاب (مدخل الي علم النفس الاسلامي)

ككتاب

وفي حدود متلى تاريخ طبعة هذا الكتاب

كزمن





فصول الكتاب

الفصل الأول : المصطلحات وتعريفها

الفصل الثاني : نظرية المعرفة

الفصل الثالث: الوضع الحالي لتعليم علم النفس في الجامعات الاسلامية

الفصل الرابع: خطة عمل لتأسيس علم النفس الاسلامي

الفصل الخامس: نقد علم النفس الحديث

الفصل السادس: مسلمات علم النفس الاسلامي







استعراض لمحتويات فصول الكتاب



مقدمة الكتاب



فلم تعد دراستي لهذه الموضوعات تعني فقط بدراسة التراث النفسي عند المسلمين وانما اصبحت تعني وبقدر كبير من الاهتمام بدراسة المصادر الاسلامية الرئيسية التي استمد منها علماء النفس المسلمين تصورهم للأ نسان والكون والوجود وقيمهم وتجاههم الفكري وفلسفتهم في الحياه

واسباب سعادة الانسان واسباب شقاه ومنهج الحياه الامثل لقد اتجها اهتمامي منذ مده طويله الي دراسة المفاهيم النفسية في القران الكريم والحديث النبوي الشريف بهدف الوصول الي فهم دقيق لتصور الاسلامي للإنسان ومعرفه وجه نظر الاسلام في العوامل الرئيسية لشخصيه اسويه والصحة النفسية واسباب الانحراف والشذوذ والمرض النفسي والطرق السليمة لتعديل السلوك والعلاج للإنسان لكي يعيش عيشه امنه مطمئنه سعيدة فهذه المعرفة في رايي

ان علم النفس الذي يدرس الان في الجامعات العربية ولإسلاميه انما هو مستمد من الغرب الذي لا يتعارض مع  الاتجاه المادي الذي يغلب علي فلسفتهم في الحياه ويهملون دراسة اثر الدين ولإيمان والنواحي الروحية في الصحة النفسية

ويتضح من هذه الأمثلة القليلة التي ذكرتها سابقا ان علم النفس الحديث الذي نشاء في البلاد الغربية غير الإسلامية قد لا يتفق في بعض مفاهيمه مع تصورنا الاسلامي للإنسان ولذلك فنحنو في حاجه الي اعادة النظر في كثير من هذه المفاهيم والعمل على التأصيل للعلم وبيان المصدر





الفصل الأول

المصطلحات وتعريفها:

1/ علم النفس الاسلامي :

ان مؤلف الكتاب فيما يبدو هو من اول استخدم هذا المصطلح في كتابه الادراك الحسي عند ابن سيناء عام 1948م

فالمعني الذي قصده في الكتاب هو((علم النفس القائم على اساس التصور الاسلامي للأنسان وعلى اساس مبادى الاسلام وحقائق الشريعة الاسلامية))

وقد استخدم هذا المصطلح ايضا احمد فواد الأهواني في مقدمته لكتاب ((الدراسات النفسية عند المسلمين))

ولكنه كان يعني بهذا المصطلح دراسة الظواهر الدينية

واستخدم هذا المصطلح كذلك محمد رشاد خليل في كتابه بعنوان ((علم النفس الاسلامي العام والتربوي))وهو يعني بعلم النفس الاسلامي علم النفس الذي جاءنا عن طريق الوحي والسنة والفقه فقط

ولمحمد حسن الشرقاوي كتاب بعنوان ((نحو علم نفس اسلامي ))

ينتقد فيه علم النفس الحديث وينادي  بأ قامة علم نفس اسلامي على اساس ما جاء عن النفس الانسانية في القران الكريم والحديث الشريف

واستخدم مصطلح ((علم النفس الاسلامي))كذللك  فواد ابو حطب في بحثه الذي تقدم به الي الندوة علم النفس والاسلام التي انعقدت بجامعه الرياض ليصبح هذا العلم الذي يشمل مختلف جوانب سلوك الانسان الدينية والدنيوية موجها وجه اسلاميه

ومصطلح علم النفس الاسلامي هو في رأيي مصطلح مناسب لدلاله علي الهدف الذي نسعه اليه وهو تكوين علم النفس قائم علي اسس ومبادي الاسلام مستنكرين وصف العلم بانه مسلم او كافر

وبالمقابل نقرأ بعض الكتب لعلم النفس فإننا نجد فيها مصطلحات مثل علم النفس الامريكي وعلم النفس الانجليزي وعلم النفس السوفيتي



2/اسلمة او اسلامية  علم النفس (او العلوم الاجتماعية او المعرفة):



ان اسلاميه المعرفة شعار جديد ظهر بحياتنا الفكرية منذ عدة سنوات وتشمل المعرفة جميع المعارف والعلوم الانسانية والطبيعية وعلي ذلك فهذا مصطلح يتضمن اسلامية علم النفس باعتبار ان علم النفس احد فروع العلوم الانسانية

ويذهب نصر محمد عارف ان المقصود بمفهوم اسلامية لمعرفه تلك العملية الفكرية المنهجية التي صاحبت العقل المسلم منذ ادراك مدلولات (اقرا باسم ربك )

وهنا تهميش وتهاون بايات القران الكريم والواجب  ان يوردها على انها اية

ومن هنا كان ما أسميناه (اسلامية المعرفة) ضرورة معرفية وحضارية لا علي المستوي الاسلامي وحده بل علي المستوي العالمي كله للخروج من المأزق الغربي المعاصر والازمه الفكرية العالمية

3/ التوجيه الاسلامي لعلم النفس (أو العلوم الاجتماعية):

استخدم بعض الباحثين مصطلح التوجيه الاسلامي لعلم النفس (أو العلوم الاجتماعية) ومن أوائل من استخدمه فؤاد ابو حطب في بحثه واستخدم هذا المصطلح كذلك كمال ابراهيم مرسي وهو يقصد بالتوجيه الاسلامي لعلم النفس(( ايجاد وجه عالميه لهذا العلم في البلاد الاسلامية))

وتعرف نيفين عبدالخالق بانه الارشاد والقيادة للعلوم وفق لمعاير وقيم ومنهاج الاسلام كما وضح في الكتاب والسنه

ويقول مانع القطان انه هو اعاده النظر في البرامج التعلمية بمراحل التعليم المختلفة لانتقاء الصالح  منها وفق مفاهيم الاسلام الصحيحة

4/ التأصيل الاسلامي لعلم النفس (او العلوم الاجتماعية):

شاع في السنوات الاخيرة استخدام هذا المصطلح ونحن لا نوافق علي تفسير معني مفهوم التوجيه علي الوجه الذي ذكرناه سابقا وبهذا فان مفهوم التوجيه الاسلامي للعلوم يصبح مماثل في معناه لمفهوم التأصيل الاسلامي للعلوم



 


 


 




 


الفصل الثاني




نظرية المعرفة






ان المعرفة ادراك الشي علي مهو عليه وهي مسبوقة بجهل بخلاف العلم ولذلك يسمى الحق تعالى بالعالم دون العارف والعلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع وفي لسان العرب العلم نقيض الجهل

ان المعرفة اذا هي ما ندركه بحواسنا المختلفة وهو معرض للخطأ نتيجة أخطاء الحواس وخداعها



طبيعة  المعرفة

تناول الفلاسفة البحث عن طبيعة المعرفة وذهبوا بتعريفها مذاهب مختلفة:



1/ مذهب الواقعية:  يرى اتباع هذا المذهب ان المعرفة هي صورة ما يجرى في الواقع من احداث

2/ مذهب الواقعية النقدية : يرى اتباع هذا المذهب ان ما تدركه حواسنا عن الاشياء الخارجية هي ماده جافه مشتتة

3/ المذهب البراجماتي : يرى اتبع هذا المذهب ان الفكرة التي لا تودي الي عمل لا تعتبر فكره بالمعني الصحيح

4/ مذهب المثالية:  يرى اتباع مذهب المثالية انه لاوجود للأشياء خارج العقل





مصادر المعرفة

1/المذهب العقلي:  يرى اتباع هذا المذهب ان العقل هو مصدر المعرفة الحقيقية لتي تتميز بضرورة والصدق المطلق

2/ المذهب التجريبي: بينما يرى العقليون ان العقل هو مصدر المعرفة الحقيقية نرى التجريبين يتخذون موقف مناقض ويذهبون ان الحواس والتجربة الحسيه هي مصدر المعرفة

3/ المذهب النقدي:  قام امانويل كانت (1804)  بالجمع بينا هذين المذهبين في مذهب واحد يعترف بدور كل من الاحساس والعقل في اكتساب المعرفة اطلق عليه المذهب النقدي

4/ مذهب الحدسين:  و را يد هذا المذهب في العصر الحديث هو (برجسون ) الذي يقسم العالم الي عالمين عالم الحس وعالم الشعور وهو ما يبحث فيه العلماء با ستخدم  الملاحظة والتجربة وعالم الشعور هو عالم النفس الذي لا يمكن إخضاع ظواهر للملاحظة والتجربة والقياس

5/ المذهب الوضعي المنطقي : يرى كونت ان العلم يهدف الي دراسة الظواهر دراسة وصفيه تحليليه للوصول الي القوانين التي تخضع لها هذه الظواهر

اورد المؤلف المعرفة وانواعها وعرض كل عناصرها ثم بعد ذلك في الخطوة القادمة اسلام هذا المصطلح









نظريه المعرفة في الاسلام

طبيعة المعرفة:

ان الدين الاسلامي ليس دين عقيده فقط يهدي الانسان الي الايمان بالله سبحانه وتعالى وتوحيده وعبادته وانما هو أيضا  دين كامل شامل يهدي الانسان في جميع شئون حياته ويضع له المنهج الذي يجب عليه ان يسلكه في علاقته مع نفسه وجميع افراد اسرته ومع غيره من الناس ومع الكون كله

اما المعرفة التي لا تفيدة بشي فليست لها قيمه وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يستعيذ من علم لا ينفع

من الواجب ايراد الحديث كامل خصوصا ونحن نتكلم عن التأصيل



مصادر المعرفة:

 يكتسب الانسان المعرفة او العلم من مصدرين اساسيا مصدر إلهي   ومصدر بشري هو ايضا في الحقيقة مستمد من الله تعالى فهو جل وشانه الذي يمدنا بأدوات الادراك التي نحصل بها العلم وهو الذي يهدينا الي ارتياد المسالك الصحيحة للوصول الي العلم

في الصفحة 45 نسب كلمة المعرفة الي مصدرين الهي وبشري وهو بذلك عطل صفة من صفات الله وهي الملك لكل شئ  ومالبث ان تراجع بعدها بـ 8 اسطر بقوله وكلا المصدرين مستمد من الله

وبعد ذلك ذكر ان المصدر الهي هو الذي ياتينا من ((الوحي)) مع العلم ان الوحي لرسل والانبياء فقط

ومرة اخري يتراجع عن قوله في الصفحة  46  وينسب الوحي لرسل والانبياء

ان المعرفة في الاسلام تقوم علي دعمتان اساسيتان هما الحس وما يتأسس عليه من العقل والوحي وبيان الرسول له



اما في الاسلام  للمعرفة كما ذكرنا سابقا مصدرين اساسيان:

اولا:  الاحاسيس وما يتأسس عليه من عقل

وثانيا: الوحي الالهي الذي يصل الينا عن طريق الرسل والانبياء

وبناء علي ذلك فان شعار اسلامية المعرفة هو ليس في الحقيقة دعوه لمنهج فكري جديد وانما العودة الي مكان سايد من قبل فالتفكير الاسلامي في العصور الاولى من الاسلام فقد كان العلماء المسلمون الاقدمون فقهاء وعلماء في نفس الوقت فتجد ان لهما الي جانب مؤلفاتهم في الفلسفة وعلم النفس مؤلفات دينيه وفقهيه كذلك

لقد كان نظام التعليم في المجتمع الاسلامي القديم هو ان يبدا الصبيان في حفظ القران الكريم والحديث النبوي الشريف ثم يتدرجون بهم بعد ذلك في تعليم العلوم الاخرى

ويمكن القول ايضا ان التأصيل الاسلامي للمعرفة قد بدا منذ زمن بعيد علي يد العلماء المسلمين الاوائل فحين بدأت ترجمه الفلسفة اليونانية الى اللغة العربية فان العلماء المسلمين اخذو من علوم اليونان مكان لا يتعارض مع الدين الاسلامي

  نرى ذلك بوضوح أثناء عرض ابن سينا لقوى الادراك الحسي والعقلي

 اذ كان يذكر دائما قدرة الله سبحانه وتعالي ورحمته بعباده



الفصل الثالث

الوضع الحالي لتعليم علم النفس في الجامعات الاسلامية

لم يهتم المؤلف بتدرج الزمني ولكن هناك حقبه زمنية مفقودة لدي الكاتب فا اورد علماء المسلمين وجهودهم  ثم انتقل مباشرة الي حال جامعتنا الاسلامية الحالي

الوضع الحالي لتعليم علم النفس في الجامعات الاسلامية

ان علم النفس وجميع العلوم الانسانية الاخرى التي تدرس في جامعات البلاد الاسلامية هي علوم غربيه

ان الذين تخصصوا في هذه العلوم علماء درسوا في الجامعات الغربية وتتلمذوا علي علماء غربيين وهم فالغالب يجهلون تراثهم الاسلامي

وبسبب عدم وجود دراسات حديثه مماثله اجريت بالجامعات الاسلامية

ام هذا الوضع المؤسف لعلم النفس ولجميع العلوم الانسانية الاخرى في جامعتنا الاسلامية يرجع الي العديد من العوامل التاريخية والسياسية والاجتماعية ولعل من اهم هذه العوامل نظام ثنائية التعليم وتشعيبه الي شعبتين شعبه علمانية حديثه وشعبه اسلاميه تقليديه

ذكر المؤلف في الصفحة  51  التشعب الموجود في علم النفس الاسلامي وكان من الواجب به عدم ذكر ه وتجاهله وبيان الأسلمه فقط

ان هذه التشعيب الثنائي لتعليم لم يكن معروفا في البلاد الاسلامية من قبل في عصور ازدهار الثقافة ولم يكن هناك فصل بين الدين والعلم

فان نظام التعليم الحالي في بلادنا ادى الي إبعاد الغالبية العظمى من شبابنا عن الاسلام فهم لا يتلقون في المدارس والجامعات الا النزر اليسير من التعليم الديني الذي لا يعطي الطالب المسلم المعلومات الكافية لكي يكون علي معرفه صحيحه با الاسلام

اورد الكاتب ان الفكر والمجتمع هو الذي رسم الطريق لعلماء النفس الغربيين من حب الجنس والنظر الية وكذلك حب المادة عند المجتمع الامريكي







تأسيس علم النفس الاسلامي :

ان وظيفة العلم من وجه النظر الاسلامية هي الكشف عن إيات الله تعالي وسننه في الكون وفي الانسان وفي جميع مخلوقات الله تعالي من اجل معرفه عظمة و قد ره الله عز وجل في بديع خلقه

برغم من هذا التصريح وجب عليه الاستدلال لو بايه ولكنه لم يورد أي دليل



اهداف علم النفس الاسلامي :

وبناء علي متقدم فان اهداف علم النفس الاسلامي هي الكشف عن ايات الله تعالى وسننه في الانسان مما يحقق السعادة له في الدنيا والاخرة ومعرفه المنهج الامثل لحياته

وهو المطلوب الذي غفل عنه المؤلف الي منتصف الكتاب تقريبا





خطوات منهج تأسيس علم النفس الاسلامي :

لقد تشعب علم النفس الحديث الي تخصصات كثيره ولذلك فانه من الضروري ان يتعاون فريق من علماء النفس في عمليه تأسيس علم النفس الاسلامي

خطوه مهمه ورئيسه في عمليه تأسيس علم النفس الاسلامي اذ علي ضوئها يمكن تحليل موضوعات علم النفس الحديث لمعرفه مدى اتفاقها مع مبادي الاسلام او اختلافها عنها فما هوا يتفق مع مبادي الاسلام  او ما هو غير متعارض معها يقبل ويبقى عليه وما هو متعارض مع مبادي الاسلام يعدل او يرفض







الفصل الرابع


خطة عمل لتأسيس علم النفس الاسلامي




لكي تتم عمليه التأسيس علم النفس الاسلامي سوف نعرض فما يلي هذه الخطة:

1/ التمكن من علم النفس الحديث :

ان من يتصدى لتأسيس علم النفس الاسلامي يجب ان يكون متمكن من علم النفس الحديث تمكنن تاما

ويبدو ان الحل الامثل لهذه المشكلة هو ان تقوم هيئه علميه معينه كا حد ى الجامعات او أحد مراكز البحوث بمهمه الاشراف علي عمليه تأسيس علم النفس الاسلامي وتتولى عمليه تنظيم الاتصال بعلماء النفس المهتمين بهذا الموضوع في جامعات البلاد الاسلامية وتقوم بدعوتهم الي الاشتراك في هذه المهمة وتقوم بمكافاتهم مكافأة مجزية

وتتكون الخطوة الاولى من عمليه التأصيل الاسلامي لكل موضوع من هذه الموضوعات من كتابه مقال او تقرير

وهذا مناقض لكتاباته ان يكون التمكن اسلامي ثم بعد ذلك تمكن من العلم نفسه الذي ورد سابقا في الصفحة  58

2/ التمكن من الاصول والمبادي الاسلامية:

من الضروري ايضا لمن يتصدى لتأسيس ان يكون علي معرفه دقيقه بالأصول والمبادي الاسلامية حتي يستطيع ان يبحث عما يوجد في الأصول الاسلامية من موضوعات تتعلق بموضوعات علم النفس واجراء المقارنة بينها لمعرفه ما يوجد بينها من اوجه الاتفاق والاختلاف

ان القران الكريم والحديث النبوي الشريف هم الاصلان الرئيسان

اللذان يجب ان يدرسا لاستقصاء كل ما جاء فيهما من مفاهيم نفسيه

جعل التمكن الاسلامي متأخراشير له سابقا

3/ معرفة الدراسات النفسانية للعلماء المسلمين:

قام كثير من المفكرين المسلمين من علماء الكلام والمتصوفين والفلاسفة

با بحاث ودراسات عن النفس وخلفوا لنا مجموعه من الاراء والدراسات المهمة

4/ نقد علم النفس :

بعد اتمام الخطوات السابقة يصبح الطريق الان ممهد لقيام علماء النفس بالتحليل النقدي لموضوعات علم النفس الحديث علي ضوء مبادي الاسلام

5/ اجراء البحوث في علم النفس من وجه نضر اسلاميه:

لا تقتصر عمليه تأسيس علم النفس الاسلامي علي نقد موضوعاته ومفاهيمه بل يجب كذلك إثراء معرفتنا العلمية بإجراء بحوث جديده في كثير من المجتمعات الاسلامية ويمكن ان نذكر بعض الامثلة كنماذج لهذه البحوث

اولا : الدراسات النظرية:

أ  / الدراسات النظرية لبعض المفاهيم والموضوعات من وجه نظر اسلاميه:

ويمكن ان نذكر بعض الامثلة بهذه الدراسة فيما يلي:



          1/ التعرف الإجرائي لبعض المفاهيم النفسية من وجه نظر إسلامية          مثل الشخصية السوية والصحة النفسية والاحلام

         2/ وضع نموذج اسلامي للا رشاد النفسي والعلاج النفسي يستعين بالتوجيه الديني الي جانب الاساليب التقليدية

       3/ القيم الانسانية الاسلامية

      4/ دراسة الشخصية من وجه نظر إسلامية ومراحل نموها والعوامل المختلفة التي توثر فيها واسباب انحرافها ومرضها

      5 / تربيه الاولاد في الاسلام

 ب // الدراسات النفسانية للعلماء المسلمين السابقين :

بذلت عدت محاولات من قبل لدراسة ما خلفه العلماء المسلمين السابقون من دراسات نفسيه اذكر منها علي سبيل المثال كتاب الادراك الحسي عند ابن سينا

ثانيا :الدراسات الميدانية والتجريبية :

من الضروري ان يعني علماء النفس في البلاد الاسلامية بإجراء البحوث الميدانية لحل مشكلات الانسان المسلم وفي ما يلي بعض الاقتراحات التي يمكن دراستها من وجه نضر اسلامية:

       1/ العلاقة بين التدين والصحة النفسية

        2/ العلاقة بين التدين والجريمة

6/عقد الندوات والمؤتمرات العلمية:

من الضروري ايضا الاهتمام بعقد الندوات والمؤتمرات الدولية والمحلية التي يدعا لها علماء النفس

7/  إعادة كتابه علم النفس في إطار اسلامي :

بتقديم البحوث في علم النفس من وجه نظر اسلاميه وهو الهدف الذي نرجو ان نصل اليه بمواصلة الجهد في عمليه تأسيس علم النفس الاسلامي





الفصل الخامس

 نقد علم النفس الحديث



بعد ان كونا لجنة من علماء النفس المختصين المتمكنين من علم النفس الحديث وبعد ان كونا ايضا لجنة من علماء الفقه والشريعة الذين يستطيعون ان يقاربوا بين  ما وصل الية علم النفس الحديث من نتائج ونظريات وبين ما يوجد في الفقه والشريعة الاسلامية متعلقا بهذه النتائج والنظريات

يصبح الان الطريق ممهدا امامنا لنقد نتائج ونظريات علم النفس الحديث على ضوء مبادي الشريعة الاسلامية ومعرفة ما يتعارض منها مع مبادي الاسلام لنقوم بتعديله او رفضه

اننا لا نرفض كل بحوث ونتائج علم النفس الحديث بل اننا نعترف بان علم النفس الحديث قد استطاع بتطبيق منهج البحث التجريبي

مثل الادراك الحسي والتعلم والتذكر والنسيان

ونحن نوافق على ما قاله مالك بدري

من انه كلما كانت النظريات التي يقول بها علماء النفس الغربيون ناشئة عن نتائج بحوث تجريبية فهي مقبولة من وجهة نظر اسلامية وكلما كانت ناشئة عن نتائج ونظريتهم الفلسفية الالحادية عن الانسان والكون والحياة كانت غير مقبولة





الاتجاه المادي في علم النفس الحديث:

فبما ان الانسان حيوان متطور فقد اهتم علماء النفس بدراسة سيكولوجية الحيوان

وهنا اقر المؤلف كلام شارلز دارون صفحة  70 بنظرية التطور



المدرسة السلوكية:

من السمات الواضحة المميزة للمدرسة السلوكية هي سيطرة الاتجاه المادي في حقيقة تفسير السلوك

التحليل النفسي:

من الاعتراضات التي وجهت التحليل النفسي : ان المحللين النفسيين يبالغون في التعميم في نتائجهم

نقد نظرية التطور:

ساعدت على تا كيد اتجاهه المادي في دراسة الانسان الذي يعتبر في نظرهم ليس اكثر من حيوان تطور



خلاصة الباب



ان النقد الشديد الذي وجه الي كثير من نظريات علم النفس الحديث والتي اشرنا اليها سابقا اثناء نقدنا للمدرسة السلوكية والتحليل النفسي ولتأثير نظريه التطور علي علم النفس الحديث تجعل من الضروري اعادة النظر في كثير من نظريات علم النفس الحديث وان نضعها موضع النقد الشديد علي ضوء مبادي الاسلام فما يكون منها معارضا لمبادي الاسلام فلا بدا لنا نحن علماء النفس المسلمين من رفضه ولا يجب ان نقبل منها الا ما يكون غير مناقض المبادي الاسلامية وقد سبق ان ذكرنا ان علماء المسلمين الاقدمين قد قاموا بهذه المهمة من قبل فحينما اهتموا بترجمة الفلسفة اليونانية الي العربية فانهم اغفلوا مكان يتعلق منها بالأساطير اليونانية الوثنية ولم يا خذوا الا ما وجدو ه غير متعارض مع مبادي الاسلام كما انهم اضافوا الي نظريات علم النفس التي اخذوها عن اليونان كثيرا من  اراهم الاسلامية المستمدة من القران الكريم واحاديث الرسول صلي الله عليم وسلم فقد اضافوا مثلا عند كلامهم عن الاحلام ماجاء في القران الكريم عن الاحلام التنبئية والرؤى الصادقة المنذرة او المبشرة بما سيحدث بالمستقبل وفقا لما جاء بالقران الكريم واحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم وقد سبق للمؤلف ان تكلم عن ذلك في شئ من التفصيل في كتابيه القران وعلم النفس والحديث النبوي وعلم النفس











اتجاهات جديده في علم النفس



ان علم النفس الاسلامي ينظر الي الانسان كما ينظر هو الي نفسه أي بوصف الانسان لا مجرد حيوان او الة فعلم النفس الانساني ينظر الي الانسان باعتباره قوة واعية

ان التغيرات الكثيرة التي حدثت في النظرة الي الانسان نتيجة الكشوفات الجديدة في علم الفسيولوجيا وعلم الاعصاب والتي ادت علي الاعتراف باستقلاليه العقل والروح عن المادة وبأنهما جوهران مستقلان عن الجسم







الفصل السادس




مسلمات

علم النفس الاسلامي





انا الخطوة الاولى في عملية تأسيس علم النفس الاسلامي هي الاتفاق على المسلمات التي تعتبر الاصول التي نهتدي بها في تحليلنا النقدي لموضوعات علم النفس الحديث لمعرفه ما يمكن  قبوله منها وما لا يمكن قبوله والتي على اساسها ايضا نقيم بحوثنا الجديدة في علم النفس  التي يجب ان يراعى فيها ان تكون متفقه مع مبادي الاسلام ومع التصور الاسلامي الصحيح للا نسان واهم هذه المسلمات :



1/ الايمان بالله تعالى:



ان الايمان بالله تعالى هو الاصل الاول والقاعدة الاساسية التي يعتمد عليها

وقد اشار القران الكريم الى الاساس النظري للأيمان بالله في قوله تعالى:

((فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون))



2/الايمان بالملائكة وبكتب الله تعالى ورسله واليوم الاخر:



لقد امرنا الله تعالى بالأيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر قال الله تعالى (( ياايها الذين امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه واليوم الاخر بقد ضل ضلالا بعيدا))



3/ وحده الحقيقة:

هناك طريقتان يمكن ان يصل بهما الانسان الى معرفه الحقيقة هما العقل والوحي اما فيما يتعلق بالعقل الانساني فان له وسائل معنيه محددة لمعرفه الحقيقة فهو يستعين بالحواس في الملاحظة والادراك ويستعين بالذاكرة لحفظ ما كتسبه من معلومات لاستعادتها عندما يشاء ويستعين بالتخيل في تناول معلوماته الحسيه في عمليات التجريد والتعميم والتأليف والتحليل التي تتضمنها عمليات التفكير والاستدلال العقلي يمكن للعقل الانساني ان يصل الى معرفه بعض الحقائق حول أيات الله وسنته الكونية وهذا هو طريق منهج البحث العلمي الذي يتبعه العلماء في بحوثهم العلمية.



4/خلق الله تعالى الانسان من مادة وروح:



اخبرنا  القران الكريم ان الله تعالى خلق الانسان من مادة وروح ((واذا قال ربك للملائكة اني خالق  بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين))

فا لانسان اذن  يجمع في طبيعة تكوينه بين صفات الحيوان وصفات الملائكة بين الحاجات والدوافع الفطرية الغريزية لحياة بدنه وبقاء نوعه  والتي تشارك فيها بقية الحيوان والحاجات والاشواق  الروحية التي تدفعه الى التقرب الى الله  تعالى  بالعبادات والطاعات





5/ الانسان خير بطبيعته:

ان في الانسان استعداد فطريا لتمييز الخير من الشر  والحلال من الحرام والحق من الباطل   وقد اشار الرسول صلى الله عليه وسلم الى هذه الحقيقة بقوله عليه الصلاة والسلام:

((ان الحلال بين وان الحرام بين))

ويميل الانسان قطريا الى فعل الخير ويشعر بالارتياح لفعله كمل يميل فطريا الى تجنب الشر ويشعر بعدم الارتياح وعدم الرضا لفعله وقد اشار الرسول صلى الله عليه وسلم الى هذه الحقيقة بقوله عليه الصلاة والسلام



6/ الانسان حر الاختيار والارادة :



كما اختص الله تعالى  الانسان بالعقل الذي يميز بين الخير والشر والحق والباطل والحسن والقبيح كما  ذكرنا من قبل فقد ميزه ايضا عن سائر المخلوقات  بحريه الاختيار

قال تعالي:((وقل الحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن  شاء فليكفر ))



7/القران والحديث مصدران اساسيان لمعلومتنا اليقينية عن الانسان:



ان القران الكريم والحديث النبوي الشريف هما المصدران الاساسيان اللذان نستمد منها معلومتنا اليقينية عن الانسان فالله سبحانه وتعالى الذي خلق الانسان هو اعلم بطبيعته واسرار تكوينه وخفايا نفسه وحقيقه صفاته واحواله

قال تعالي:(( الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير))



























الايجابيات



1/ مدنا هذا الكتاب بصورة واضحة عن تصور العلماء المسلمين السابقين عن الانسان وحياته النفسانية

2/ عرف بعض المفاهيم النفسانية التي لم تكن موجودة من قبل ذلك وبهذا يكون  الكتاب مرجع لنا

3/ تنبعث منه دراسات جديدة في علم النفس ذات توجه اسلامي دل عليها من خلال هذه السلسلة المباركة

4/ يمكن ان يكون مدرسة في علم النفس الاسلامي من خلال  منهج اسلامي يدرس في جامعاتنا الاسلامية

5/ زودنا بالطريقة او المنهج لتأسيس علم النفس الاسلامي





السلبيات



1 / استخدم مفردة تراث  واصفا مصادرنا الاسلامية في اكثر من مكان وكان به اول ان يستبدلها بمفردة اخري



2 / من مبدا ان الكتاب يتحدث عن التأصيل كقضية اسلامية وجب علية الاستدلال من القران الكريم والسنة النبوية الذي اغفله المؤلف في هذا الكتاب



3 / وجود كتاب بنفس الاسم لـ محمد  عبد المتولي جمعة تم اصداره 1995م قبل هذا الكتاب



4 /من باب التأدب مع كتاب الله  الواجب ذكر الاية كاملة و التي وصفها بمدلول وكذلك حديث لرسول الله صلي الله علية وسلم لم يورد له لا سند ولا متن وسبق الاشارة  لهما مع العلم لم يكن هناك استدلال مباشر كما اشرنا  بالفقره  (1 )





الخلاصة



اطلعنا على طريق يدلنا على كيفية التأصيل الاسلامي  يمدنا بصورة واضحة عن تصور العلماء المسلمين السابقين عن الانسان وحياته النفسانية ويربطنا بحاضر محتاج للبحث عن بعض مفقوداته بل لأثبات وجوده او شبه تواجد له









المراجع



كتاب المدخل الي علم النفس الاسلامي






والحمد لله رب العالمين