الثلاثاء، 12 فبراير 2013

تلخيص كتاب
نفوذ السلاجقة السياسي
                     في الدولة العباسية



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبى بعده وعلى اله وصحبه وسلم            وبعد
يتناول هذا الكتاب نفوذ السلاجقة السياسي في الدولة العباسية من سنة 447 هـ إلي سنة 590 هـ وهذه الحقبة  الزمنية تمثل  مرحلة هامة من مراحل الدولة العباسية ففي العصر العباسي الاول أزداد نفوذ الفرس  وسيطر  زعماؤهم  على الجهازين  العسكري والإداري في الدولة
فلما الت الخلافة الي المعتصم بالله فتح الباب على مصراعيه للأتراك  وأسندت اليهم المناصب المدنية والعسكرية فرتفع شانهم ونجحوا بمرور الوقت في الاستيلاء على السلطة وتحويل الخليفة العباسي الي مجرد رمز ديني
ففي سنة 334 هـ دخل البويهيون العراق وأسسوا فيه إمارة وراثية دامت حتى 447 هـ وهى السنة التي دخل فيها السلاجقة العراق و ازالو نفوذ البويهيين منها
لعب السلاجقة دورا هاما فى مجريات الاحداث في التاريخ الاسلامي
وشمل حكمهم ايران والعراق وبلاد الشام  ادى ذلك إلي انتعاش المذهب السني وضعف ما سواه
كما اتجه السلاجقة الي قتال الروم


يشمل هذا الكتاب على أربعة أبواب :
الباب الاول تطور الحياة السياسية في المشرق العربي
وذلك في فصلين
        الفصل الأول :  تكلم به عن بعض القواد وإقامة دويلات مستقلة
       الفصل الثاني :  تكلم به عن قيام الدولة السلجوقية
اما الباب الثاني تكلم عن أحوال الدولة العباسية قبل دخول السلاجقة العراق
في ثلاث فصول :
             الفصل الاول : عن تنافس أمراء بني بويه على السلطة ثم زوال  نفوذهم
             الفصل الثاني : انتشار الدعوة الفاطمية وموقف خلفاء بني العباس منها
             الفصل الثالث : لتتبع فتنة القائد التركي أرسلان البساسيري
اما الباب الثالث الذي يحمل عنوان الخلفاء العباسيون والسلاجقة
 ويشمل فصلين 
           الفصل الاول : عن علاقة سلاطين الدولة السلجوقية بالخلفاء العباسيين
          الفصل الثاني  :عن استئثار سلاطين السلاجقة بالسلطة دون خلفاء بني العباس
واما الباب الرابع لدراسة مراحل النزاع العباسي السلجوقي  
وقسم الي ثلاث فصول :
          الفصل الاول :  عن النزاع في عهد الخليفة المسترشد بالله
         الفصل الثاني : عن تطور النزاع  بين الجانبين في عهد الراشد بالله            والمقتفي لأمر الله
       الفصل الثالث  :عن النزاع في عهد الناصر لدين الله وهو العهد الناجح      للخلافة  فاستعادوا نفوذهم وسلطانهم

الباب الاول
تطور الحياة السياسية في المشرق الاسلامي
 وذلك في فصلين:
الفصل الاول :حركة الاستقلال في الدولة العباسية
الفصل الثاني : قيام الدولة السلجوقية


تطور الحياة السياسية في المشرق الاسلامي
حكمت الدولة العباسية 524 سنة لم تكن على نمط واحد من حيث قوة الخلافة
ففي العصر العباسي الاول كان للفرس مكانة كبيرة في الدولة العباسية فكان في أيدي الفرس قيادة الجيوش والمناصب الادارية ومع هذا امتاز العصر الاول بالقوة 
أما في العصر العباسي الثاني فقدت الخلافة هيبتها واستبد قواد الجند بالسلطة
وانتقلت الي زعماء القوي التالية:
الاتراك    من 232   هـ      334 هـ
ال بوية    من 334   هـ     447  هـ
السلاجقة  من  447  هـ    590   هـ
وفي العصر العباسي الثالث والأخير استعاد خلفاء بني العباس قوتهم ونفوذهم

الفصل الاول
حركة الاستقلال في الدولة العباسية
ان ظهور العنصر التركي وانتقال الدولة من المركزية إلي اللمركزية في نظام الحكم نتيجة قيام دول مع الاعتراف بسلطان الخلافة
لما تولي المعتصم بالله الخلافة استعان بالأتراك وحلو محل الفرس  وبعد مدة من الزمن تسلط الاتراك حتى على هيبة الخلافة ففي عهد المعتصم بالله وصل أشناس مرتبة القائد العام للجيش العباسي وإيتاخ واليا على بلاد اليمن
ازداد النفوذ التركي بعد وفاة الواثق بالله وهيمنوا على الدولة فأثر هذا النفوذ المتزايد قلق الخليفة المتوكل على الله وعزم على وضع حد له عن طريق التخلص من كبار القواد الاتراك
وذهب في نهاية الأمر ضحية لمؤامرة دبرها ونفذها الأتراك وبعد مقتل الخليفة المتوكل على الله استفحل النفوذ التركي وواجه خلفاء بني العباس الذين تعاقبوا على منصب الخلافة في السنوات من 247 هـ الي سنة 256 هـ نفس مصير المتوكل فتوفي الخليفة المنتصر  بالله مسموما بعد ستة شهور من توليه الخلافة اما الخليفة المستعين بالله فقد كان العوبة في يد الأتراك
اما الخليفة الزاهد المهتدي بالله فقد أخذ يعمل منذ توليه الحكم على إصلاح الاوضاع المتردية للدولة العباسية واستعادة هيبة الخلافة
فلقي حتفه وهو يخوض معركة ضدهم
أختل توازن الدولة العباسية نتيجة لاستفحال نفوذ الأتراك
ويمثل المشرق الركيزة التي استندت عليها الدولة العباسية فالدعوة العباسية قامت بالمشرق والتف الناس حولها وهذا يمثل مكانة الفرس في العصر الاول فلما تغلب الأتراك على الدولة العباسية نقل الفرس نشاطهم جهة المشرق وأقاموا لهم بها دولا مستقلة هي الدولة الصفارية 245 هـ والدولة الساما نية 261هـ  والدولة الطاهرية  كما نجح العلويون في أقامة دولة لهم بطبرستان251  هـ
ويلاحظ ان الدولة الصفارية قامت على انقاض الدولة الظاهرية كما ازل السامانيون بعد ذلك الدولة الصفارية من الوجود ثم سقطت وحل محلها الدولة الغزنوية  وفي اوئل القرن الخامس الهجري ظهر السلاجقة وحلوا محل الغزنويين في الحكم

وسوف نتطرق لكل دولة :
الدولة الطاهرية:
مؤسس هذه الدولة هو طاهر بن الحسين بن مصعب كان ولده الحسين في خدمة الخليفة العباسي هارون الرشيد وكان طاهر من أكبر قواد الخليفة المأمون
لعب هذا القائد دورا هاما في النزاع الذي دار بين الامين والمأمون على منصب الخلافة ومن بعد أصبح واليا على المشرق وطد طاهر نفوذه في خرسان وجعل نيسابور حاضرة لامارته ثم استقل بحكم خرسان وكان حريصا على طاعة الخليفة ولكن ما لبث أن أسقط اسم الخليفة المأمون من الخطبة كان رغبة منه في الاستقلال عن الدولة العباسية
ثم مات طاهر وخلفه اخيه طلحة ثم ابن طاهر عبد الله الذي يعتبر أشهر أفراد الأسرة الطاهرية ولما توفي عبد الله سنة 230 هـ تولى بعده ابنة طاهر ثم محمد سنة 248 هـ وهو أخر حكام الاسرة الطاهرية  ومع ان الدولة الطاهرية كانت على استقلال إلا انها لم تحاول الانفصال عن الدولة العباسية بل كانوا على صله وثيقة بها وظلوا أوفياء لها


الدولة الصفارية:
مؤسس هذه الدولة هو يعقوب ابن الليث الصفار رجل فارسي كان يعمل الدى احد الصفارين (النحاسين) ثم التحق بجيش القائد صالح بن النضر  الذي تطوع القتال الخوارج  ولما توفي زعيم المتطوعين خلفه اخوه درهم ولم يكن قائد جيد فالتف أفراد الجيش حول يعقوب وجعلوه قائد لهم
فتغلب يعقوب على الخوارج بعد ان أخذ الاذن من محمد بن الطاهر  وطهر البلاد منهم
فبسط نفوذه في سجستان وما حولها فكتب للخليفة العباسي يظهر الطاعة والولاء له
وفي سنة 259 هـ دخل يعقوب الصفار مدينة نيسابور وأزل حكم الطاهريين منها وضمها الى دولته
واخذ يوصل نشاطه التوسعي حتى أنه هدد بغداد سنة  262 هـ
آلت الرئاسة بعد يعقوب الى اخيه عمرو فكتب للخليفة يعلن الولاء فكتب الخليفة له على وليه تلك الاقاليم
وفي عام 271 هـ ساءت العلاقة بين عمرو  والخلافة لما قام به عمرو من اعمال لم ترضي الخليفة ومنها سك نقود نقش عليها اسمه ثم تحسنت العلاقة بعد ذلك
الدولة الزيدية :
مؤسس هذه الدولة الشيعية هو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب أما ظروف قيامها منح الخليفة العباسي المستعين بالله محمد بن عبد الله بن طاهر ارض وكان عليها خلاف
 وادى هذا الخلاف على تولية الحسن بن زيد العلوي وطرد عمال الطاهري وكان أهالي طبرستان ينقمون على بن طاهر لظلم عماله  فانضموا إلى الحسن بن زيد فقوي شأنه وأستولي على اهم المدن في إقليم طبرستان
واصل الحسن نشاطه العسكري فاستولى على الري سنة 256 هـ وعلى جرجان و قومس 
وفي سنة 270 هـ توفي الحسن بن زيد وآلت السلطة الى أخيه محمد وكان أقل خبرة مما أدي الى توالي الهزائم ثم تمكن الجيش الساماني من إنتزاع اقليم طبرستان من محمد بن زيد وتوفي محمد في تلك المعركة
ويلاحظ ان قيام الدولة الزيدية كان سبب في بدء الهجرة الديلمية وبروز الديلم على مسرح الاحداث


الدوله السامانية :

ينتسب السامانيون الى (سامان خداه) رجل فارسي أعتنق الاسلام في عهد هشام بن عبد الملك نضم الي صفوف ابي مسلم الخرساني وأسهم في نشر الدعوة
استقلال السامانيون بحكم إقليم ما وراء النهر  امر الخليفة العباسي المعتمد على الله لنصر بن احمد بن سامان واليا على أعمال اقاليم بلاد المشرق
ولما توفي الامير نصر بن احمد سنة 279 هـ  آلت الرئاسة الي أخيه إسماعيل بن أحمد وهو أعظم وأشهر حكام هذه الدولة وفي سنة  287 هـ نجح الامير إسماعيل في القضاء على الدولة الصفارية
وبعد وفاة الامير إسماعيل سنة 295 هـ تعاقب أفراد أسرته على الرئاسة على النحو التالي:
أحمد بن إسماعيل         ثم             نصر بن احمد
نوح بن نصر             ثم            عبد الملك بن نوح 
منصور بن نوح         ثم             نوح ابن منصور
منصور بن نوح
وكان عبد الملك بن نوح آخر أمراء الدولة السامانية وبعد عدة شهور من توليه الحكم هاجم أحد ملوك الترك اقليم ما وراء النهر وقبض على الامير وقواد الجيش الساماني
وفي الوقت نفسه بسط الامير محمود سبكتكين نفوذه في اقليم خرسان 

الدولة الغزنوية:
مؤسس هذه الدولة هو القائد التركي محمود سبكتكين كان غلاما لألبتكين  حاكم خرسان العسكري رحل من خرسان الى غزنة واستولى عليها بالقوة من حاكمها الساماني وأسس بها أمارة مستقلة سنة 352 هـ توفي ألبتكين  فآلت السلطة إلى ابنه ولكن توفي ابنه سريعا فحدث نزاع بين القواد على السلطة فوقع الاختيار على سبكتكين فولوه الحكم فأسس الدولة التي حملت اسم العاصمة غزنة
فاخذ سبكتكين بالتوسع في دولته حتى لقبه الخليفة العباسي القادر بالله (يمين الدولة وأمين الملة)
توفي السلطان محمود سنة 421 هـ فآلت السلطة الى ابنه محمد ثم مسعود الابن الاكبر الذي كسب ود قواد اخيه محمد
مما ادي الى قيام الثورة ضد محمد بقي افراد الأسرة الغزنوية يتوارثون الحكم حتى سنة 555 هـ
الفصل الثاني
قيام دولة السلاجقة
ينحدر السلاجقة من قبيلة (قنق) وتمثل هذه القبيلة مع ثلاث وعشرين قبيلة أخرى مجموعة القبائل التركمانية المعروفة وكانت تعيش في الصحراء وأخذت هذه القبائل التركية ترك موطنها والهجرة نحو الجنوب الشرقي وخاصة اثناء حكم السامانيين وكان جذب الارض وكثر النسل هو السبب من الهجرة
لم تكن هذه القبيلة تحمل اسم معين الابعد ظهور سلجوق بن دقاق سنة 375 هـ فنسبوا اليه وسموا السلاجقة وان مجاورة السامانيين كان له الدور في أسلام السلاجقة  وعلى المذهب السني وكانوا يدينون بالمسيحية قبل الاسلام
كان سلجوق متحمسا للإسلام وغيور علية فقد صد غارات  الهجوم التركي من غير المسلمين فذاع صيته
وقد حذر احد الملوك السلطان الغزنوي محمود سبكتكين من السلاجقة
أخذ السلطان محمود يخطط للتخلص من السلاجقة وبالمقابل لم يجاهر السلاجقة السلطان الغزنوي العداء
حتى تمكن جيش السلاجقة من هزيمة الجيش الغزنوي سنة  429 هـ
وبذلك واصل السلاجقة استيلائهم على خرسان بقيادة طغرلبك ثم الري ثم طبرستان ثم أصفهان حيث اتخذها طغرلبك عاصمة له حتى بسط السلاجقة نفوذهم على بلاد ايران وعلى الاستعداد لدخول العراق



الباب الثاني
أحوال الدولة العباسية قبل دخول السلاجقة العراق
الفصل الاول :  تنافس أمراء بني بويه على السلطة ثم زوال  نفوذهم من العراق
الفصل الثاني : إنتشار الدعوة الفاطمية في العراق
الفصل الثالث : فتنة البساسيري

الفصل الاول
تنافس أمراء بني بويه على السلطة ثم زوال  نفوذهم من العراق
في سنة 334 هـ وقعت الخلافة العباسية تحت نفوذ الأسرة البويهية وتتكون هذه الاسرة من ثلاثة أخوة هم علي والحسن وأحمد أبناء شجاع ابن بويه احد زعماء الديلم  فاستولوا سنة 326 هـ على الاهواز ومنها بغداد سنة 334 هـ
أسس بنو بويه أمارة وراثية دامت 113 سنة كان الاخ الاكبر عماد الدولة علي يتولى رئاسة الدولة وعاصمته شيراز ولما توفي انتقلت السلطة الى عماد الدولة ثم ركن الدولة وكانت تربطهم علاقة قويه هى الاحترام المتبادل والطاعة
ولما توفي عضد الدولة سنة 372 هـ دب النزاع على السلطة بين اولاده الثلاثة صمام الدولة وشرف الدولة وبهاء الدولة وكان النصر في النهاية لصالح بهاء الدولة عاد النزاع من جديد بعد وفاة الامير بهاء الدولة وذلك نتيجة الصراع بين اولاده سلطان الدولة وشرف الدولة وقوام الدولة وجلال الدولة  آلت السلطة بعد ذلك الى بهاء الدولة ابن سلطان الدولة استمر نزاع بني بويه  على السلطة  مما سهل على السلاجقة انتزاع السلطة من بني بوةي

الفصل الثاني
إنتشار الدعوة الفاطمية في العراق
أخذ الفاطميين في نشر دعوتهم ببلاد العراق عقب قيام دولتهم في بلاد المغرب العربي ونجحوا في استمالة بعض القواد من الدولة العباسية مثل يوسف ابن ابي الساج وكذلك  أقناع بعض أهالي العراق باعتناق دعوتهم
كان بنو بويه من أنصار المذهب الشيعي والمعتنقين له وذلك لأنهم يعتقدون ان بني العباس قد سلبوا الخلافة من العلويين
واعترف البويهيين بإمامة الخليفة الفاطمي العزيز بالله
ولما ظهر للخليفة العباسي القادر بالله نجاح الدعوة الفاطمية في العراق عقد اجتماع حضره الفقهاء والقضاة وأصدر محضر يطعن في نسب الخلفاء الفاطميين وأنهم ليسوا من أهل البيت وكان ذلك من احساس الخليفة من خطر الفاطميين


الفصل الثالث
فتنة البساسيري
كان قائد تركي يدعى أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري كان في بداية حياته مولى حتى صار من كبار قواد الاتراك ببغداد
اصبح المدبر الفعلي لأمور الخلافة العباسية في بغداد سنة 441 هـ تصدي البساسيري لعرب خفاجة وطردهم واستولى على اموالهم مما جعل الخليفة يعينه قائد عام للخلافة  فقويت شوكة البساسري وكثر انصاره
حتى بدأ الخلاف بين الخليفة القائم بأمر الله وبين البساسيري
وطلب الخليفة معونة السلطان السلجوقي طغرلبك واستغل السلاجقة هذه الاوضاع لضم العراق ودخل السلاجقة العراق وغادر البساسيري العراق الي الحله وانضم اليه الجيش  البويهي
وبعد فتره خاض البساسيري اول معركة ضد السلاجقة وهزمهم في موقعة سنجار بالقرب من الموصل وعندما علم طغرلبك بهزيمة السلاجقة اعاد الموصل الى الدوله وانسحب البساسيري
وجعل طغرلبك  اخيه على الموصل وما هي إلا فتره عصى بها ابراهيم أخيه استغلها البساسري واستولى على الموصل وسار الى بغداد  وبعد هذا النجاح الذى حققه البساسيري كتب للخليفة الفاطمي المستنصر بالله يخبره بسير الأحداث في العراق
أخذ الخليفة العباسي القائم بأمر الله يراسل السلطان طغرلبك يستغيث به ضد البساسيري فلما قضى السلطان السلجوقي على الثورة التى قامت ضده من البساسيري
توجه طغرلبك الى بغداد وخرج منها البساسري واستقبل طغرلبك بعد ذلك الخليفة ثم سير جيش لمعركة قتل بها البساسيري وقطعت رأسه و ارسلت الى الخليفة

                                       


الباب الثالث
الخلفاء العباسيون والسلاجقة
ويشمل فصلين
الفصل الاول :علاقة سلاطين الدولة السلجوقية بالخلفاء العباسيين
الفصل الثاني :استئثار سلاطين السلاجقة بالسلطة دون خلفاء بني العباس

الفصل الاول
علاقة سلاطين الدولة السلجوقية بالخلفاء العباسيين
كان اول اتصال بين الخلافة العباسية والدولة السلجوقية الناشئة سنة 429 عقب استيلاء السلاجقة على مدينة نيسابور ففي ذلك العام تسلم السلاجقة رسالة من الخليفة العباسي القائم بأمر الله يذكرهم بالله وعدم الاعتداء مما أدي إلى تعزيز موقفهم
وكان السلاجقة يهدفون من هذه الرسالة إلى الحصول على اعتراف الخليفة العباسي بدولتهم مما يكسبها شرعية في حكم المناطق التي يسيطرون عليها
ولما وصلت رسالة السلاجقة الي الخليفة العباسي سر بها كثيرلتجاوب السلاجقة وموالاتهم للخلافة
وهكذا توثقت علاقة السلاجقة بالخلافة العباسية
أدت الظروف السياسية التى تمر بها الخلافة العباسية والدولة السلجوقية إلى خلق جو من التعاون بينهم  وكانت الخلافة بحاجة ذلك
اما بنسبة للدولة السلجوقية التي كان يعمل سلاطينها على توسيع نفوذهم فكان على حساب الدويلات الصغيرة المجاورة لهم
وكان اعتراف الخليفة العباسي بالسلطان السلجوقي أمرا مهم لإكساب حكم السلطان الصفة الشرعية التي يحتاجها للحصول على تأييد الناس
وكانت أول مصاهرة بين العباسيين والسلاجقة في سنة 448 هـ أي بعد عام من دخول السلاجقة بغداد
حيث تزوج الخليفة القائم بأمر الله خديجة بنت الملك داود أخ السلطان طغرلبك وكان اسمها تركان خاتون
وفي سنة 518 هـ تزوج الخليفة المسترشد بالله ابنة السلطان سنجر السلجوقي
لم يقف الامر عند هذا الحد فقد رغب السلاجقة بدورهم ان يتزوجوا من بيت الخلافة وهذا شي  لم تجر به العادة من قبل وكان هدفهم رفع مكانة السلطان السلجوقي
وقد نتج عن ذلك خطبة السلطان طغرلبك لابنة الخليفة وتزوج سنة455 هـ وكان اول شخص غير عربي يتزوج من بيت الخلافة
ثم السلطان السلجوقي مسعود هو الثاني والأخير حيث تزوج سنة534 هـ ابنة الخليفة المقتفي لأمر الله


الفصل الثاني
استئثار سلاطين السلاجقة بالسلطة دون خلفاء بني العباس

لما قضى السلطان  طغرلبك على فتنة البساسيري وأعاد الخليفة العباسي القائم بأمر الله إلى بغداد عمل على الاستفادة من ضعف الخلافة وأخذ يستأثر بجميع السلطات في العراق حتى ما كان يتعلق منها بالخليفة وعمل على حمل الموارد المالية الى الخزانة السلجوقية بدلا من خزانة الخلافة وهكذا أصبح الخليفة العباسي مجردا من النفوذ حتى داخل عاصمة الخلافة
ولما آلت سلطة السلاجقة الى ألب أرسلان بقيت الحال كما هى عليه من استئثار السلطان بالسلطة دون الخليفة
وبلغ من استئثار السلطان ألب أرسلان أنه عين سنة 464 هـ أبا العلاء محمد بن الحسين وزيرا للخليفة
كذلك تعرض الخليفة العباسي في عهد السلطان ملكشاه لكثير من الامتهان سواء من السلطان او نوابه
وكان من أهم مظاهر سيادة الخليفة العباسي الدينية أن يضرب الطبل أمام داره في أوقات الصلوات الخمس ايذانا بدخول وقت الصلاة
وفي سنة 475 هـ غير ما كان من امر الخليفة من ضرب الطبل وضرب الطبل عند باب السلطان مما ساء للخليفة
وفي عام  485 هـ توجه السطان  ملكشاه الى بغداد لعزل الخليفة المقتدي بأمر الله فلما وصل طلب من الخليفة الخروج الى أي بلد شاء وطلب منه الخليفة مهلة شهر
فوافق السلطان ملكشاه على امهال الخليفة عشرة أيام فقط يخرج بعدها من بغداد ويشاء الله أن يتوفى السلطان ملكشاه قبل العشرة أيام فيكفي الخليفة شره
وعلى الرغم من الضعف والانقسام اللذين دبا في جسم الدولة السلجوقية بعد وفاة السلطان ملكشاه للنزاع الذي نشب بين أولاده محمود وبركيارق وسنجر ومحمد على العرش إلا أنهم حريصين أشد الحرص الاستئثار بالسلطة دون الخلفاء
وليس أدل على ذلك من مبايعة بركيارق لما أحس بالوفاة  لولده ملكشاه الذي يبلغ من العمر خمس سنوات


الباب الرابع
النزاع العباسي السلجوقي
الفصل الاول : النزاع في عهد الخليفة المسترشد بالله
الفصل الثاني: تطور النزاع  بين الجانبين في عهد الراشد بالله والمقتفي  لأمر الله
الفصل الثالث : الخلفية الناصر لدين الله وسقوط دولة السلاجقة

النزاع العباسي السلجوقي

كانت سنة 485 هـ والسلاجقة لهم نفوذ  على جميع انحاء المشرق وكان لتأييد الخلافة أثر بارز في تلك الانتصارات
على ان وفاة ملكشاه سنة 485 هـ كانت انتهاء عصر القوة وقيام عصر الضعف وكذلك  الحروب الصليبية أدت هذه الظروف السيئة الي أضعاف العلاقة بين السلاطين والخلفاء ويظهر ذلك من خلال مايلي:

الفصل الاول
النزاع في عهد الخليفة المسترشد بالله
انتهز الخليفة المسترشد بالله ومن اتى بعده من الخلفاء فرصة ضعف السلاجقة فأخذوا يعملون على استعادة ما كان للخلافة العباسية من سلطة وذلك من التخلص من النفوذ السلجوقي
تولي الخليفة المسترشد بالله زمام البادرة لتحقيق هذا الهدف
ومن ذلك هزيمة عماد الدين زنكي الذى هاجم بغداد بتحريض من السلطان سنجرحكم خرسان
وقد كان هناك صلح مع السلطان مسعود الذي نقضه السلطان مما أدي الى تجدد الخلاف من جديد بين الخليفة والسلطان مسعود ادي الى قتل الخليفة بتحريض من السلطان سنجر


الفصل الثاني
تطور النزاع  بين الجانبين في عهد الراشد بالله والمقتفي  لأمر الله
ارسل السلطان مسعود الى عمه سنجر يستشيره فيمن يتولى منصب الخلافة بعد مقتل المسترشد بالله وفي هذه الاثناء بايع الناس ابو جعفر منصور بن المسترشد بالله بالخلافة ولقب بالراشد بالله
ولكي يتحرش السلطان مسعود بالخليفة الجديد ارسل له يطلب بسداد مبلغ تعهد والده به
استشار الخليفة كبار رجال الدوله في موقفه من السلطان ولما علم السلطان بذلك زحف بجيشه الى بغداد وبعد دخول بغداد خلع الراشد بالله وتولية ابن المستظهر الخلافة وسار الخليفة الراشد بالله الى أصبهان حيث قتل بها في شهر رمضان سنة 532 هـ
آلت الخلافة بعد خروج الراشد بالله من بغداد الي محمد بن المستظهر بالله ولقب بالمقتفي لأمر الله وأساء السلطان الادب مع الخليفة الجديد هكذا كانت العلاقة
ولما توفي السلطان مسعود تجدد الصرع بين السلاجقة والخلفاء مما أدى الى زوال النفوذ السلاجوقي من بغداد
واصل الخليفة المقتفي لأمر الله جهوده واستعادة احترام الخلافة من خلال دعم الجيش بالأرمن والروم وسماهم الخيلية
وكان الخليفة يصرف كثير من الاموال الى أصحاب الاخبار حتى يكون على علم فيما يحدث في الدولة
وقد نجح المقتفي لأمر الله إلى حد كبير في استعادة احترام ونفوذ الدولة وخاصة في العراق




الفصل الثالث
الخلفية الناصر لدين الله وسقوط دولة السلاجقة

خلف المستنجد بالله والده المقتفي لأمر الله في الخلافة سنة 555 هـ فسار على نهج أبيه في أدارة الدولة
وقام سنة 562هـ جيش الخلافة بصد هجوم قام به السلاجقة
ومن بعده عهد الخليفة المستضئ بأمر الله يتميز بالهدوء والأمن
وأما الخليفة الناصر لدين الله فقد استعان بالدولة الخوارزمية الذي ارسل جيش لقتال السلطان طغرل بالري سنة 590 هـ فدارت الدائرة على الجيش  السلجوقي وقتل السلطان طغرل
وهكذا تخلصت الخلافة العباسية من النفوذ السلجوقي ودخلت فترة استقلال حقيقي دام حتى سنة 656 هـ حيث سقطت بغداد في أيدي المغول




الخاتمة

1  / وفاة السلطان السلجوقي ملكشاه ادى الى انتهاء عصر القوة ووحدة السلاجقة
  2  /اعتراف الخليفة العباسي بالسلطان السلجوقي امر هام لتأييد الناس
3  /ظهر أن علاقات الصهارة التي قامت بين سلاطين السلاجقة وخلفاء بني العباس كانت تحمل طابعا سياسي





وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين











 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق